خدمات الأبحاث

خدمات الترجمة

خدمات التحرير

حولنا

تسجيل طلب
المدونة
English





طرق البحث العلمي المختلفة

Published: 2020-06-22
Read: 8 minutes

فيما يلي شرح مفصّل عن طرق البحث المستخدمة في الأبحاث العلمية بمنهجيها الكمّي والنوعي

طرق البحث العلمي المختلفة

في المدونات السابقة شرحنا أهم أنواع البحث وهما المنهج النوعي والكمّي وقمنا بالمقارنة فيما بينهما هنا

التجارب

الأشخاص المشاركين في بحث ما، عادة ما يخضعون للعديد من التجارب ويُطلب منهم الأجابة على العديد من أنواع الاختبارات حسب أهداف البحث. 
ربما تتخلل الدراسة بعض الدورات التدريبية الأولية أو بعض النشاطات الإجتماعية أو تغيير مؤقت في البيئة المحيطة بالفرد أو إضافة نوع من التفاعل بين المشتركين فيما بينهم أو مع أشخاص آخرين لهدف معين يخدم البحث. عادة ما يتبع التفاعل بعض الاختبارات وبعض الأحيان يتم اختبار المشتركين قبل وبعد التفاعل مع الآخرين. في بعض الأحيان يُطلب من المشتركين ملء بعض الإستبيانات (حوله أو حول مشاعره أو نسبة رضاه حول أمر ما).

بعض الدراسات تُبنى على مجموعة واحدة فقط. ربما حينها سيكون الباحث مهتماً باختبار المجموعة  قبل وبعد إحداث بعض التغييرات (كالبرامج التدريبية) لكن في معظم الحالات توجد مجموعتان على الأقل. إحداهما هي مجموعة التحكّم والتي لا يتم تغييرها أو التعديل عليها بتاتاً. هذا الأمر يشبه بعض الدراسات العيادية في تجريب نوع من العلاج أو الدواء على مجموعة من المرضى حيث يتم مقارنة مرضى يستخدمون عقاراً ما مع مجموعة أخرى تعاني من نفس الحالة الصحية لكن لا تستخدم هذا الدواء وبالاعتماد على هذه المقارنة يمكن استنتاج فعالية الدواء أو فشله وأي آثار جانبية قد يُحدثها في صحة المرضى. المجموعتان قد تختلفان كلّياً أو جزئياً أحياناً وذلك طبقاً لرغبات وأهداف الباحث، مثلاً (مجموعة من الذكور ومجموعة من الإناث، مجموعة من سكان المدينة ومجموعة من سكان الريف وتصنيفات عديدة لا يمكن حصرها لكثرتها). ونكرّر أن هذه الاختلافات في انتقاء مجموعات الأفراد مقصود ويعتمد على الباحث وهدفه من هذا البحث.

الإحصائيات

تتضمن الإحصائيات جمع مجموعة من المعلومات غالباً من شريحة واسعة من الناس عبر عدة وسائل كالإستبيانات أو المقابلات أو المكالمات الهاتفية وغيرها. هناك عدة أنواع للإحصائيات. أشهرها وأسهلها (الإحصائية الوحيدة) وهي الموجهة نحو مجموعة معينة من الأفراد خلال فترة محددة من الزمن. نوع آخر من الإحصائيات هو (إحصائيات قبل وبعد) حيث يقوم الباحث بجمع الإستبيانات من الناس قبل تنفيذ تجربة ما أو اختبار معين ومن ثم وبعد الحدث أو التجربة التي لربّما أثرت على نفس أو آراء المجموعة، يتم جمع نفس الإستبيان من نفس الأفراد ثم يقوم الباحث بمقارنة النتائج وبناءً عليها يستطيع تعيين العوامل المختلفة التي أثرت على المشتركين وغيرت من إجاباتهم.

الاستبيانات (questionnaires)

هي وسيلة جديدة للحصول على المعلومات من مجموعة كبيرة من الناس اللذين لا يمتلكون وقتاً لحضور مقابلة أو مشاركة في تجربة. يعطي الباحث المشترك وقتاً للتفكير والإجابة على الأسئلة. من مميزاتها أيضاً أن المشترك يستطيع التعبير عن رأيه بأريحية وبسرية تامة دون الخوف من ردة الفعل التي سيقوم بها الباحث. للأسف بعض الأشخاص وإلى الآن يرفضون ملء الاستبيانات بشكل صحيح ويحاولون العبث بالإجابات كي لا تتكشف أسرارهم أو لدوافع غريبة أخرى. علينا تشجيع الناس بصورة عامة على الإجابة على هذه الإستبيانات بصورة صادقة كي يستطيع العلماء فهم الناس بشكل صحيح وتجنب تفسير النتائج بصورة خاطئة. فمعظم الأبحاث هي لخدمة البشرية فعندما لا نفهم كباحثين حاجات فرد أو مجموعة من الأفراد لن نستطيع تلبيتها أو لن نستطيع حل بعض المشكلات التي يعاني منها بعض الشعوب بكثرة.

في العادة يمتلك كل سؤال في الإستبيان عدة إجابات أو تقييم مقسّم لدرجات محددة و أسئلة تمتلك خيارات محددة وأسئلة تمتلك أجوبة مفتوحة. يستطيع من خلالها المشترك الإجابة بأريحية وصدق عمّا يدور في ذهنه. المشكلة التي يعاني منها الباحثون هي أن الناس لا يتشجعون في الإجابة على هذه الإستبيانات فلا يجيبوا بصدق أو في بعض الأحيان يتجاهلوا قسماً من الاسئلة ويتركونها خالية. يمكن اجراء هذه الإستبيانات بطرق عدة ومنها (تسليمها شخصياً أو عبر البريد الإلكتروني أو وضعها في المواقع الإلكترونية أو تسليمها لمجموعة محددة من الناس مثلاً إلى الحضور في مؤتمر ما). ربما أيضاً سيقوم الباحث بالإشراف على عملية الإجابة في حال كان المتشركون يعانون من صعوبة في القراءة أو الكتابة وفي هذه الحالة سيشعر المشترك أنه في مقابلة شخصية على الرغم من كونه يملء استبيان وحسب. وفي هذه الحالة سيقوم الباحث بالإجابة على الأسئلة بالنيابة عن المشترك.

المقابلات (Interviews)

عادة ماتكون المقابلات شخصية وجهاً لوجه بين الباحث والمشترك لكن الآن ويعود الفضل للتكنولوجيا يمكن إجراءها عبر الهاتف أو عبر التطبيقات الحديثة التي تمتلك ميزة مكالمات الفيديو كتطبيق سكايب وغيره. أحياناً تكون المقابلة في المنزل أو في مكان عام ليس خاصاً بالباحث أو بالمشترك. من المهم أن يعبّر المشتركون عن رغبتهم بدعوة الباحث لمنزلهم أو مثلاً عن إمكانية التحدث بحرّية داخل منزلهم قبل إجراء المقابلة.

أنواع المقابلات

الشخص الذي يجري المقابلة (والذي ليس بالضرورة أن يكون الباحث نفسه) بإمكانه اتباع الطريقة الرسمية أو غير الرسمية في إجراء المقابلة: غير الرسمية هي ترك حرية التكلم للمشترك حول قضية دون سؤاله عدة أسئلة محددة حول الموضوع وبذلك يُبنى البحث على الإجابات التي يقدمها المشترك. الطريقة نصف المنظمة هي السماح للمشترك بالتكلم بحرية ولكن بإمكان الباحث التأكد أن المشترك قد تكلّم عن جميع النقاط التي تهمّه حول الموضوع.

كيفية تسجيلها

حين إجراء المقابلة على الباحث أن يمتلك قائمة بالعناوين أو الأسئلة التي يجب أن يطرحها على المشترك أو ورقة لتسجيل الإجابات. تدوين الملاحظات يمكنه أن يؤثر على مسرى الإجابات خصيصاً في المقابلات غير المنظمة. من الصعوبة الإنتباه على الحركات أو التصرفات غير المحكية للمشترك وتذكُّر كل ما تحدث عنه المشترك والطريقة التي تحدث بها. لهذا يستطيع الباحثون الإستفادة من بعض الوسائل المساعدة الإضافية في المقابلة كمسجل الصوت أو مسجل الفيديو لمراجعة التسجيل عند جمع النتائج. بالطبع هذا الأمر غير ممكن قبل أخذ الإذن من المُشترك حول إمكانية تصوير أو تسجيل المقابلة.

دراسة الحالة (Case study)

هي دراسة مفصّلة لقضية معيّنة (حالة شخص أو مجموعة صغيرة من الأشخاص). هناك العديد من الطرق لجمع البيانات وتحليلها لكن هذه الحالة بالذات تتضمن المشاهدات والمقابلات وربّما تشمل أيضاً أخذ المشورة من أشخاص آخرين والإستفادة من التسجيلات الشخصية أو العمومية (الوثائق التي تخص شخص أو مجموعة من الناس كأحداث عاشوها أو نبذة عن حياتهم برواية أهلهم). الباحثون في هذه الحالة مهتمون بظاهرة معينة على وجه التحديد (تشخيص أعراض مرض ما، المشاكل المنزلية بين الأهل والأولاد) واختيار حالة فردية أو أكثر تعاني من نفس المشكلة وبناء الدراسة على هذه الحالة أو الحالات. دراسة الحالة تركّز بشكل ضيّق جداً لتمييز النتائج الوصفية بالتفصيل وماهي النتائج الفريدة من نوعها في هذه الحالة. من الممكن الاستفادة من هذا النوع من الدراسات في التطبيقات العيادية وربما تشكّل تحدّياً في بعض الأحيان للنظريات الموجودة والممارسات الخاطئة التي يتم إجراؤها في بعض المجالات.

الملاحظات (المشاهدات) المشاركة وغير المشاركة (observations)

يمكن تقسيم الدراسات التي تتضمن جمع المشاهدات من الناس إلى قسمين رئيسين وهما الملاحظات أو المشاهدات المشاركة وغير المشاركة.

  •  الملاحظات (المشاهدات) المشاركة

يصبح الباحث جزءأ أو يكون في الأساس جزءاً من المجموعة التي تتم مراقبتها. وهذا يتضمن الإندماج بالمجموعة وكسب ثقتها وبنفس الوقت أن تكون منفصلاً عنها بحيث تستطيع تجميع البيانات وإنجاز البحث. تكون المشاهدات مبنية على أفعال الأفراد أو الدلالات الواضحة لقيامهم بهذه الأفعال والأدوار التي يُؤدّونها والعلاقات التي تربطهم ببعضهم وخصائص المحيط الذي يتعايشون فيه. يجب على الباحث أن يكون واضحاً وصريحاً أمام المشتركين بدوره ووظيفته بالجلوس فيما بينهم، ويجب عليه إطلاعهم على النتائج والسماح لهم بالتعليق على النتائج و أخذ ملاحظاتهم بجدّية كبيرة.

  • الملاحظات (المشاهدات) غير المشاركة

هنا لا يكون الباحث عضواً في المجموعة التي يتم دراستها. في البداية يعيّن الباحث بدقة ماهو السلوك المرتبط بالدراسة ويمكن مشاهدته بصورة واضحة وواقعية دون وجود أي مشاكل أخلاقية. يمكن أخذ المشاهدات بطرق عدة. مثلاً: من الممكن أن يكون هذا السلوك مستمراً لفترة من الوقت (ساعة كاملة مثلاً) أو مثلاً يكون السلوك مكرراً ولكن خلال فترات قصيرة (مثلا لدقيقة واحدة) لكن باستمرار أو بصورة عشوائية. المشاهدات لا تشمل ما حصل أو ما تم الحديث حوله فقط بل تضم السلوك الذي لم يظهر خلال فترة من الوقت.

Observational trials تجارب الملاحظة

تدرس التجارب القائمة على ملاحظة المشاكل الصحية في مجموعات كبيرة من الناس ولكن في المحيط أو البيئة الطبيعية للأفراد.

المناهج الطولية تختبر سلوك مجموعة من الأفراد لفترة طويلة نسبياً (مراقبة انخفاض الإدراك لدى الأفراد مع التقدّم في العمر مع ملاحظة الحمية الغذائية ونمط العيش الذين يعيشونه. في بعض الحالات يقوم الباحث بمراقبة الأفراد في منتصف عمرهم أي حوالي ال50 سنة ومن ثم يعود لمراقبتهم بعد 15 سنة وهكذا. الهدف من هذا النوع من الدراسات هو تعيين وجود الرابطة بين العوامل المختلفة من عدمه (هل شرب الكحوليات بكثرة قد يؤدي للزهايمر). المجموعة المشتركة بهذه الأبحاث تدعى الجماعة وتتشارك في بعض الصفات أو التجارب ضمن فترة الإختبار المعيّنة. من الممكن  وجود مجموعات فرعية بين أفراد هذه الجماعة (الأشخاص الذين يشربون باعتدال، الأشخاص الذين يشربون بشراهة، الأشخاص الذين لا يشربون أبدن) وهذه المجموعات تسمح بمزيد من المقارنات داخل الجماعة.

في بعض الحالات وبدلاً من متابعة الناس بدءاً من مرحلة معينة وإلى المستقبل. يقوم الباحث بالعودة في الزمن للوراء و ذلك من خلال سؤال الباحث للمشتركين عن سلوكهم السابق أو عاداتهم الصحّية أو نمط حياتهم (كمية استهلاكهم للكحوليات، هل كانوا يمارسون التمارين الرياضية وكم مرة أسبوعياً) ربما يستعين الباحثون أيضاً بالسجل الطبي للمرضى وذلك بعد أخذ الإذن بذلك. لكن هذه الطريقة أي العودة للوراء ليست منطقية كثيراً ولا يمكن الإعتماد عليها لأن العديد من الناس قد تنسى أو تبالغ أو تكذّب من أجل تصوير حياتها بشكل مثالي. لهذا السبب يُفضّل إجراء البحث بصورته الطبيعية نحو المستقبل إن أمكن. على الرغم من أن الدراسة التي تعتمد كلا الطريقتين قد تكون مفيدة وناجحة بسبب المدة الزمنية الطويلة التي تغطيها والنتائج الممكن استخلاصها بهذه الدراسة الموسّعة الشاملة.

إجراء البحوث باستخدام طريقة دلفي

تم تطوير هذه الطريقة في الولايات لمتحدة الأمريكية في العقدين الخامس والسادس من القرن الماضي في المجال العسكري. كانت  هذه الطريقة مفيدة خصّيصاً لمساعدة الباحثين في تحديد مجموعة الآراء الموجودة حول موضوع ما، للتحقيق في قضايا مربوطة بالسياسة والصحة العامة ومحاولة للوصول إلى الأجوبة المشتركة على القضايا المثيرة للجدل.

يمكن تقسيم أهدافها إلى نوعين تلك التي تسعى لقياس التنوع الموجود في الآراء وتلك التي تهدف للوصول إلى الرؤى والسبل المشتركة التي يُجمع عليها الباحثون لحل القضايا.

تم تصميم عدة طرق لتوظيف هذا المنهج والإستفادة منه، لكنها جميعاً تتشارك بعض الميّزات، والتي تسمى مجموعة "الجولات" والتي يقوم المشتركون بتوليد الأفكار أو تعريف القضايا البارزة والتعليق على الإستبيان (المبني على على نتائج المرحلة الأولى). وإعادة تقييم جوابهم الأول. بعد كل جولة يقوم وسيط بتقديم خلاصة حول آراء وتنبؤات الخبراء والأسباب التي بنوا عليها أحكامهم.

لا يوجد حد لعدد المشتركين لكن ما بين ال10 إلى 50 شخص رقم جيد يستطيع الباحث التحكم به. حيث يختار الباحث المشتركين بناءً على خبراته (الأكاديمية، معرفته العملية أو التخصصية، تجاربه الشخصية  وغيرها).



  Share:



ESRPC Services